هناك كثير من المعتقدات الراسخة لدى الناس حول ما هو جيد أو ما هو سييء لصحة الإنسان، إلا أنها ليست في حقيقة الأمر صحيحة، إذْ يثبت لاحقاً، وبطريقة علمية، أنها غير صحية، وتُصنف بالتالي لدى الوسط الطبي على أنها «خرافات طبية» medical myths.
والإشكالية فيها، كما قالت الدكتورة راشيل فريمان، ضمن العدد المعنون بعدد الكريسماس والصادر في 22 ديسمبر الماضي للمجلة الطبية البريطانية، أن حتى بعض الأطباء مخدوع بها، ويكرر إلقاءها على مسامع من يسأله عنها!
دعونا نستعرض أسئلة من نوع، هل على الإنسان أن يتناول، على أقل تقدير، 8 كؤوس من الماء يومياً؟ هل صحيح أننا لا نستخدم إلا أقل من 10% من أدمغتنا؟ هل القراءة تحت ضوء خافت شيء يُسهم في إضعاف قوة الإبصار لدى المرء؟ هذه ثلاثة من سبعة أسئلة صحية مطروحة بشكل لافت، ويتداول الناس حولها إجابات يرونها لا تقبل التشكيك بالنسبة لهم.
لكن السؤال: هل هذه الإجابات صحيحة؟ وهل ثمة أدلة علمية تدعم صحة هذه المعتقدات الصحية؟
ما يُقال، كأمر مؤكد لا يقبل النقاش، أن على المرء أن يتناول 8 كؤوس من الماء يومياً على أقل تقدير، وأننا لا نستخدم سوى 10% من أدمغتنا، وأن الشعر والأظافر يستمران في النمو حتى بعد وفاة الإنسان، وأن حلاقة الشعر تُسهم في زيادة سرعة نموه وزيادة غمق لونه وزيادة خشونته وغلظته، وأن القراءة تحت ضوء ضعيف تقلل من قوة إبصار العينين، وأن تناول لحم الديك الحبش (الرومي) يُؤدي إلى النعاس، وأن الهاتف الجوال يتسبب في إيجاد حقل من الطاقة الكهرومغنطيسية القادرة على إحداث تشويش على الأجهزة في المستشفيات.
وحاولت الدكتورة فريمان والدكتور أرون كارول، من كلية الطب بجامعة أنديانا الأميركية، توضيح حقيقة صحة هذه الأمور الطبية السبعة، وتوصلوا إلى أنها كلها خرافات لا تستند إلى أدلة علمية قوية.
التناول اليومي للسوائل
لا يوجد أي دليل علمي على أن الحاجة اليومية للجسم من السوائل يجب تأمينها من الماء بكمية لا تقل عن 8 كؤوس منه، بل على العكس، تقول الدراسات أن غالبية الناس يحصلون على كفاية حاجتهم اليومية من السوائل عبر تناول العصير والحليب والمشروبات المحتوية على الكافيين، كالشاي والقهوة.
وعلى حد قول الباحثين فإن ثمة أدلة علمية على أن الإكثار إلى حد كبير من شرب الماء له آثار صحية خطيرة.
واضافا إن أصل هذه الخرافة الطبية هو تلك النصائح الصادرة عام 1945 والقائلة إن المناسب للبالغين هو تناول لترين ونصف لتر يومياً من السوائل وأن معظم هذه السوائل يأتي ضمن الأطعمة.
وحينما يتم حذف الجزء الثاني من الجملة، فإن المرء يتصور أن عليه تناول كمية لترين ونصف لتر من السوائل، ككمية منفصلة عن تلك التي تشتمل عليها الأطعمة من سوائل.
استخدام الدماغ
وهذه إحدى أكبر الخرافات المتداولة بين الناس وبين البعض في الوسط الطبي. ولو كان صحيحاً أن المرء على أفضل تقدير يستخدم فقط 10% من دماغه لما كان هناك من معنى للطرفة التي تقول أن أحدهم حينما أرادوا بيع دماغ فلان من الناس، وجد أن ثمنه عالياً، بسبب أنه لم يستخدمه بعد، إذْ لا فرق بين من لم يستخدمه مطلقاً وبين من أقصى ما يستخدمه منه هو 10% فقط! والدراسات الإكلينيكية التطبيقية التي استخدمت وسائل متقدمة جداً للتصوير الوظيفي لعمل أجزاء الدماغ لم تُظهر أن ثمة مناطق خاملة لا تتفاعل أو لا تعمل على الإطلاق.
بل حتى تلك التقنيات الدقيقة التي فحصت مدى النشاط على مستوى الخلايا الدماغية، لم تجد أن ثمة فراغات أو أجزاء غير نشطة.
وحتى الفحوصات التي يتم إجراؤها على منْ أُصيبوا بتلف في أجزاء من الدماغ، جراء إصابات الحوادث أو الجلطات في الأوعية الدموية الدماغية، لا تتوافق نتائجها مع منْ يقولون بأن الإنسان لا يستخدم إلا 10% من طاقة دماغه، لأنها أثبتت أن تلك المناطق التالفة لا تزال لديها مستويات من النشاط.
ولعل أصل هذه الخرافة الطبية يعود إلى أكثر من 100 عام مضت حينما أطلقها بعض الباحثين لأسباب مجهولة ودون توفر تقنيات لتقييم عمل أجزاء الدماغ. وثمة من يدعي أن مصدر الخرافة هذه هو العالم ألبرت أنشتاين، إلا أنه لا يُوجد فيما تركه لنا أي دليل يدعم ذلك.
والملاحظ أن أكثر الناس استخداماً لهذه الخرافة هم أولئك الذين يعملون على تقديم مقترحات وبرامج لتحسين القدرات الذاتية في الذكاء والتفكير وتنظيم الحياة اليومية.
الشعر والأظافر
وهذه خرافة لعل أكثر مستخدميها هم المصدرون لأفلام الرعب والحياة في المقابر أو الكهوف أو غيرها.
وربما أصلها هو ذلك الخداع والوهم البصري الذي يُصور الأظافر والشعر بأنه زاد طولاً بعد الوفاة، نتيجة لانكماش الجلد وفقده للسوائل فيه. ولذا تبدو الأظافر أطول والشعر أطول على جثث المومياء.
والصحيح أن نمو الأظافر ونمو الشعر ينتج عن تفاعلات حيوية وهرمونية في الجسم الحي، وهي تزول بالوفاة، وبالتالي يتوقف نمو الشعر والأظافر آنذاك.
خشونة الشعر
الخرافة الاخرى هي خشونة الشعر بعد الحلاقة. وهنا أيضاً يقول الباحثان إن خداعاً بصرياً يحصل عند رؤية الشعر النامي بعد الحلاقة، لأن الشعر حينما يُترك لينمو ويطول، دون أن تتم حلاقته، فإن سُمكه يتناقص عند نهايات أطرافه، ولذا يبدو هذا الشعر رقيقاً بالمقارنة مع سُمك بدايات نمو الشعر من تحت الجلد. ومعلوم بداهة أنه كلما تمت حلاقة الشعر، كلما بقي ينمو بنفس السُمك دون أن يُترك لينمو طويلاً ويرق سُمكه.
وأضاف الباحثان أن الشعر الذي خرج من الجلد يكون ميتاً ذلك الحين، أي غير قابل للزيادة في سُمكه بخلاف الشعر الذي يمر بعملية التكون في منطقة ما تحت الجلد.
وكلما طال الشعر فإنه يتعرض بشكل أكبر لأشعة الشمس وللتفاعل مع المواد الكيميائية في الهواء، ما يُخفف من غمق لونه ويجعله باهتاً وأقل لمعاناً. في حين أن حلاقة الشعر تدفع إلى تكوين شعر جديد لم يتأثر بعد بأشعة الشمس أو الملوثات في الهواء، ما يجعله يبدو غامقاً.
القراءة والضوء الخافت
المخاوف من أن تتسبب القراءة تحت ضوء خفيف في ضرر على قدرات النظر ربما مبعثها الشعور بالإجهاد في العينين حال القراءة والتركيز البصري في وجود إضاءة ضعيفة.
والسبب هو أن الإضاءة الضعيفة تجعل من الصعب على العين التركيز في النظر كما أن العين تلجأ آنذاك إلى تقليل تكرار حركة إغلاق الجفن، أو رمش العين، ما يُؤدي إلى جفاف العين.
وما يُؤكده الاختصاصيون في طب العيون هو أن القراءة حال وجود ضوء ضعيف لا يتسبب في تلف أو ضعف في قدرات الإبصار، بل قد يتسبب في الإجهاد المؤقت الذي لا يؤدي إلى تغيرات دائمة في العين.
تناول الديك الرومي وقال الباحثان إن أصل فكرة تسبب تناول لحم الديك الرومي (الحبش) في حالة من النعاس، هو المعرفة بأن أحد الأحماض الأمينية المكونة للبروتينات في لحومه، هو تريبتوفان tryptophan. ومعلوم أن تريبتوفان له علاقة بالاستغراق في النوم وله دور في تقلبات المزاج نحو الخمول كما أنه يتسبب في النعاس.
إلى هنا لا توجد مشكلة، إلا أن المشكلة هي أن لحم الديك الحبش يحتوي على كمية من تريبتوفان مقاربة لتلك الموجودة في لحم الدجاج أو لحم العجل! بل الأشد هو أن مصادر أخرى للبروتينات مثل بعض أنواع الجبن، تحتوي على كميات عالية من تريبتوفان، تفوق تلك الموجودة في لحم الديك الرومي.
كما أن كثيراً من الخبراء يقولون إن تأثيرات مادة تريبتوفان البروتينية، الموجودة في لحم الديك الرومي، على الجسم تعتمد على مدى وجود كميات من أطعمة أخرى في موائد حفلات تناول الديك الحبش. ومعلوم أن تناول كميات كبيرة من الطعام يُؤدي إلى نقص توفير الأوكسجين للدماغ، ما يُشعر الإنسان بالنعاس.
تشويش الهاتف الجوال
وأكد الباحثان على وجود أدلة ضعيفة وقليلة لإثبات تلك الخرافة التي تقول بأن الهاتف الجوال يُشوش على أجهزة المستشفيات.
وتتبع الباحثان مصدر الأمر، ووجدا مقالة نُشرت في الصفحة الأولى من مجلة وول ستريت جورنال ضمت مائة تقرير حول احتمالات حصول تشويش فيما بين الهاتف الجوال قبل عام 1993.
وبعدها، على حد قول الباحثين، منعت المستشفيات استخدام الهاتف الجوال فيها. وأكد الباحثان على أن القليل من الأدلة علمية ما يدعم تلك النصيحة.
وكمثال قال الباحثان إن الدراسات القديمة في بريطانيا أوضحت أن استخدام الهاتف الجوال تسبب في تشويش عمل 4% من الأجهزة، حينما يكون الهاتف الجوال بقربها لمسافة أقل من متر. وأن 0,1 % منها كان تشويشا واضحاً.
وأشارت دراسة أحدث، أجريت في عام 2007، إلى أن الهاتف الجوال لن يتسبب في أي تشويش في 300 تجربة تمت في 75 غرفة معالجة طبية.
وأن الباحثين في هذه الدراسة قالوا إن احتفاظ العاملين في المستشفيات بهواتفهم الجوالة قلل من الأخطاء الطبية وسهّل التواصل معهم عند الحاجة إليهم.
دعونا نستعرض أسئلة من نوع، هل على الإنسان أن يتناول، على أقل تقدير، 8 كؤوس من الماء يومياً؟ هل صحيح أننا لا نستخدم إلا أقل من 10% من أدمغتنا؟ هل القراءة تحت ضوء خافت شيء يُسهم في إضعاف قوة الإبصار لدى المرء؟ هذه ثلاثة من سبعة أسئلة صحية مطروحة بشكل لافت، ويتداول الناس حولها إجابات يرونها لا تقبل التشكيك بالنسبة لهم.
لكن السؤال: هل هذه الإجابات صحيحة؟ وهل ثمة أدلة علمية تدعم صحة هذه المعتقدات الصحية؟
ما يُقال، كأمر مؤكد لا يقبل النقاش، أن على المرء أن يتناول 8 كؤوس من الماء يومياً على أقل تقدير، وأننا لا نستخدم سوى 10% من أدمغتنا، وأن الشعر والأظافر يستمران في النمو حتى بعد وفاة الإنسان، وأن حلاقة الشعر تُسهم في زيادة سرعة نموه وزيادة غمق لونه وزيادة خشونته وغلظته، وأن القراءة تحت ضوء ضعيف تقلل من قوة إبصار العينين، وأن تناول لحم الديك الحبش (الرومي) يُؤدي إلى النعاس، وأن الهاتف الجوال يتسبب في إيجاد حقل من الطاقة الكهرومغنطيسية القادرة على إحداث تشويش على الأجهزة في المستشفيات.
وحاولت الدكتورة فريمان والدكتور أرون كارول، من كلية الطب بجامعة أنديانا الأميركية، توضيح حقيقة صحة هذه الأمور الطبية السبعة، وتوصلوا إلى أنها كلها خرافات لا تستند إلى أدلة علمية قوية.
التناول اليومي للسوائل
لا يوجد أي دليل علمي على أن الحاجة اليومية للجسم من السوائل يجب تأمينها من الماء بكمية لا تقل عن 8 كؤوس منه، بل على العكس، تقول الدراسات أن غالبية الناس يحصلون على كفاية حاجتهم اليومية من السوائل عبر تناول العصير والحليب والمشروبات المحتوية على الكافيين، كالشاي والقهوة.
وعلى حد قول الباحثين فإن ثمة أدلة علمية على أن الإكثار إلى حد كبير من شرب الماء له آثار صحية خطيرة.
واضافا إن أصل هذه الخرافة الطبية هو تلك النصائح الصادرة عام 1945 والقائلة إن المناسب للبالغين هو تناول لترين ونصف لتر يومياً من السوائل وأن معظم هذه السوائل يأتي ضمن الأطعمة.
وحينما يتم حذف الجزء الثاني من الجملة، فإن المرء يتصور أن عليه تناول كمية لترين ونصف لتر من السوائل، ككمية منفصلة عن تلك التي تشتمل عليها الأطعمة من سوائل.
استخدام الدماغ
وهذه إحدى أكبر الخرافات المتداولة بين الناس وبين البعض في الوسط الطبي. ولو كان صحيحاً أن المرء على أفضل تقدير يستخدم فقط 10% من دماغه لما كان هناك من معنى للطرفة التي تقول أن أحدهم حينما أرادوا بيع دماغ فلان من الناس، وجد أن ثمنه عالياً، بسبب أنه لم يستخدمه بعد، إذْ لا فرق بين من لم يستخدمه مطلقاً وبين من أقصى ما يستخدمه منه هو 10% فقط! والدراسات الإكلينيكية التطبيقية التي استخدمت وسائل متقدمة جداً للتصوير الوظيفي لعمل أجزاء الدماغ لم تُظهر أن ثمة مناطق خاملة لا تتفاعل أو لا تعمل على الإطلاق.
بل حتى تلك التقنيات الدقيقة التي فحصت مدى النشاط على مستوى الخلايا الدماغية، لم تجد أن ثمة فراغات أو أجزاء غير نشطة.
وحتى الفحوصات التي يتم إجراؤها على منْ أُصيبوا بتلف في أجزاء من الدماغ، جراء إصابات الحوادث أو الجلطات في الأوعية الدموية الدماغية، لا تتوافق نتائجها مع منْ يقولون بأن الإنسان لا يستخدم إلا 10% من طاقة دماغه، لأنها أثبتت أن تلك المناطق التالفة لا تزال لديها مستويات من النشاط.
ولعل أصل هذه الخرافة الطبية يعود إلى أكثر من 100 عام مضت حينما أطلقها بعض الباحثين لأسباب مجهولة ودون توفر تقنيات لتقييم عمل أجزاء الدماغ. وثمة من يدعي أن مصدر الخرافة هذه هو العالم ألبرت أنشتاين، إلا أنه لا يُوجد فيما تركه لنا أي دليل يدعم ذلك.
والملاحظ أن أكثر الناس استخداماً لهذه الخرافة هم أولئك الذين يعملون على تقديم مقترحات وبرامج لتحسين القدرات الذاتية في الذكاء والتفكير وتنظيم الحياة اليومية.
الشعر والأظافر
وهذه خرافة لعل أكثر مستخدميها هم المصدرون لأفلام الرعب والحياة في المقابر أو الكهوف أو غيرها.
وربما أصلها هو ذلك الخداع والوهم البصري الذي يُصور الأظافر والشعر بأنه زاد طولاً بعد الوفاة، نتيجة لانكماش الجلد وفقده للسوائل فيه. ولذا تبدو الأظافر أطول والشعر أطول على جثث المومياء.
والصحيح أن نمو الأظافر ونمو الشعر ينتج عن تفاعلات حيوية وهرمونية في الجسم الحي، وهي تزول بالوفاة، وبالتالي يتوقف نمو الشعر والأظافر آنذاك.
خشونة الشعر
الخرافة الاخرى هي خشونة الشعر بعد الحلاقة. وهنا أيضاً يقول الباحثان إن خداعاً بصرياً يحصل عند رؤية الشعر النامي بعد الحلاقة، لأن الشعر حينما يُترك لينمو ويطول، دون أن تتم حلاقته، فإن سُمكه يتناقص عند نهايات أطرافه، ولذا يبدو هذا الشعر رقيقاً بالمقارنة مع سُمك بدايات نمو الشعر من تحت الجلد. ومعلوم بداهة أنه كلما تمت حلاقة الشعر، كلما بقي ينمو بنفس السُمك دون أن يُترك لينمو طويلاً ويرق سُمكه.
وأضاف الباحثان أن الشعر الذي خرج من الجلد يكون ميتاً ذلك الحين، أي غير قابل للزيادة في سُمكه بخلاف الشعر الذي يمر بعملية التكون في منطقة ما تحت الجلد.
وكلما طال الشعر فإنه يتعرض بشكل أكبر لأشعة الشمس وللتفاعل مع المواد الكيميائية في الهواء، ما يُخفف من غمق لونه ويجعله باهتاً وأقل لمعاناً. في حين أن حلاقة الشعر تدفع إلى تكوين شعر جديد لم يتأثر بعد بأشعة الشمس أو الملوثات في الهواء، ما يجعله يبدو غامقاً.
القراءة والضوء الخافت
المخاوف من أن تتسبب القراءة تحت ضوء خفيف في ضرر على قدرات النظر ربما مبعثها الشعور بالإجهاد في العينين حال القراءة والتركيز البصري في وجود إضاءة ضعيفة.
والسبب هو أن الإضاءة الضعيفة تجعل من الصعب على العين التركيز في النظر كما أن العين تلجأ آنذاك إلى تقليل تكرار حركة إغلاق الجفن، أو رمش العين، ما يُؤدي إلى جفاف العين.
وما يُؤكده الاختصاصيون في طب العيون هو أن القراءة حال وجود ضوء ضعيف لا يتسبب في تلف أو ضعف في قدرات الإبصار، بل قد يتسبب في الإجهاد المؤقت الذي لا يؤدي إلى تغيرات دائمة في العين.
تناول الديك الرومي وقال الباحثان إن أصل فكرة تسبب تناول لحم الديك الرومي (الحبش) في حالة من النعاس، هو المعرفة بأن أحد الأحماض الأمينية المكونة للبروتينات في لحومه، هو تريبتوفان tryptophan. ومعلوم أن تريبتوفان له علاقة بالاستغراق في النوم وله دور في تقلبات المزاج نحو الخمول كما أنه يتسبب في النعاس.
إلى هنا لا توجد مشكلة، إلا أن المشكلة هي أن لحم الديك الحبش يحتوي على كمية من تريبتوفان مقاربة لتلك الموجودة في لحم الدجاج أو لحم العجل! بل الأشد هو أن مصادر أخرى للبروتينات مثل بعض أنواع الجبن، تحتوي على كميات عالية من تريبتوفان، تفوق تلك الموجودة في لحم الديك الرومي.
كما أن كثيراً من الخبراء يقولون إن تأثيرات مادة تريبتوفان البروتينية، الموجودة في لحم الديك الرومي، على الجسم تعتمد على مدى وجود كميات من أطعمة أخرى في موائد حفلات تناول الديك الحبش. ومعلوم أن تناول كميات كبيرة من الطعام يُؤدي إلى نقص توفير الأوكسجين للدماغ، ما يُشعر الإنسان بالنعاس.
تشويش الهاتف الجوال
وأكد الباحثان على وجود أدلة ضعيفة وقليلة لإثبات تلك الخرافة التي تقول بأن الهاتف الجوال يُشوش على أجهزة المستشفيات.
وتتبع الباحثان مصدر الأمر، ووجدا مقالة نُشرت في الصفحة الأولى من مجلة وول ستريت جورنال ضمت مائة تقرير حول احتمالات حصول تشويش فيما بين الهاتف الجوال قبل عام 1993.
وبعدها، على حد قول الباحثين، منعت المستشفيات استخدام الهاتف الجوال فيها. وأكد الباحثان على أن القليل من الأدلة علمية ما يدعم تلك النصيحة.
وكمثال قال الباحثان إن الدراسات القديمة في بريطانيا أوضحت أن استخدام الهاتف الجوال تسبب في تشويش عمل 4% من الأجهزة، حينما يكون الهاتف الجوال بقربها لمسافة أقل من متر. وأن 0,1 % منها كان تشويشا واضحاً.
وأشارت دراسة أحدث، أجريت في عام 2007، إلى أن الهاتف الجوال لن يتسبب في أي تشويش في 300 تجربة تمت في 75 غرفة معالجة طبية.
وأن الباحثين في هذه الدراسة قالوا إن احتفاظ العاملين في المستشفيات بهواتفهم الجوالة قلل من الأخطاء الطبية وسهّل التواصل معهم عند الحاجة إليهم.
هناك كثير من المعتقدات الراسخة لدى الناس حول ما هو جيد أو ما هو سييء لصحة الإنسان، إلا أنها ليست في حقيقة الأمر صحيحة، إذْ يثبت لاحقاً، وبطريقة علمية، أنها غير صحية، وتُصنف بالتالي لدى الوسط الطبي على أنها «خرافات طبية» medical myths.
والإشكالية فيها، كما قالت الدكتورة راشيل فريمان، ضمن العدد المعنون بعدد الكريسماس والصادر في 22 ديسمبر الماضي للمجلة الطبية البريطانية، أن حتى بعض الأطباء مخدوع بها، ويكرر إلقاءها على مسامع من يسأله عنها!
دعونا نستعرض أسئلة من نوع، هل على الإنسان أن يتناول، على أقل تقدير، 8 كؤوس من الماء يومياً؟ هل صحيح أننا لا نستخدم إلا أقل من 10% من أدمغتنا؟ هل القراءة تحت ضوء خافت شيء يُسهم في إضعاف قوة الإبصار لدى المرء؟ هذه ثلاثة من سبعة أسئلة صحية مطروحة بشكل لافت، ويتداول الناس حولها إجابات يرونها لا تقبل التشكيك بالنسبة لهم.
لكن السؤال: هل هذه الإجابات صحيحة؟ وهل ثمة أدلة علمية تدعم صحة هذه المعتقدات الصحية؟
ما يُقال، كأمر مؤكد لا يقبل النقاش، أن على المرء أن يتناول 8 كؤوس من الماء يومياً على أقل تقدير، وأننا لا نستخدم سوى 10% من أدمغتنا، وأن الشعر والأظافر يستمران في النمو حتى بعد وفاة الإنسان، وأن حلاقة الشعر تُسهم في زيادة سرعة نموه وزيادة غمق لونه وزيادة خشونته وغلظته، وأن القراءة تحت ضوء ضعيف تقلل من قوة إبصار العينين، وأن تناول لحم الديك الحبش (الرومي) يُؤدي إلى النعاس، وأن الهاتف الجوال يتسبب في إيجاد حقل من الطاقة الكهرومغنطيسية القادرة على إحداث تشويش على الأجهزة في المستشفيات.
وحاولت الدكتورة فريمان والدكتور أرون كارول، من كلية الطب بجامعة أنديانا الأميركية، توضيح حقيقة صحة هذه الأمور الطبية السبعة، وتوصلوا إلى أنها كلها خرافات لا تستند إلى أدلة علمية قوية.
التناول اليومي للسوائل
لا يوجد أي دليل علمي على أن الحاجة اليومية للجسم من السوائل يجب تأمينها من الماء بكمية لا تقل عن 8 كؤوس منه، بل على العكس، تقول الدراسات أن غالبية الناس يحصلون على كفاية حاجتهم اليومية من السوائل عبر تناول العصير والحليب والمشروبات المحتوية على الكافيين، كالشاي والقهوة.
وعلى حد قول الباحثين فإن ثمة أدلة علمية على أن الإكثار إلى حد كبير من شرب الماء له آثار صحية خطيرة.
واضافا إن أصل هذه الخرافة الطبية هو تلك النصائح الصادرة عام 1945 والقائلة إن المناسب للبالغين هو تناول لترين ونصف لتر يومياً من السوائل وأن معظم هذه السوائل يأتي ضمن الأطعمة.
وحينما يتم حذف الجزء الثاني من الجملة، فإن المرء يتصور أن عليه تناول كمية لترين ونصف لتر من السوائل، ككمية منفصلة عن تلك التي تشتمل عليها الأطعمة من سوائل.
استخدام الدماغ
وهذه إحدى أكبر الخرافات المتداولة بين الناس وبين البعض في الوسط الطبي. ولو كان صحيحاً أن المرء على أفضل تقدير يستخدم فقط 10% من دماغه لما كان هناك من معنى للطرفة التي تقول أن أحدهم حينما أرادوا بيع دماغ فلان من الناس، وجد أن ثمنه عالياً، بسبب أنه لم يستخدمه بعد، إذْ لا فرق بين من لم يستخدمه مطلقاً وبين من أقصى ما يستخدمه منه هو 10% فقط! والدراسات الإكلينيكية التطبيقية التي استخدمت وسائل متقدمة جداً للتصوير الوظيفي لعمل أجزاء الدماغ لم تُظهر أن ثمة مناطق خاملة لا تتفاعل أو لا تعمل على الإطلاق.
بل حتى تلك التقنيات الدقيقة التي فحصت مدى النشاط على مستوى الخلايا الدماغية، لم تجد أن ثمة فراغات أو أجزاء غير نشطة.
وحتى الفحوصات التي يتم إجراؤها على منْ أُصيبوا بتلف في أجزاء من الدماغ، جراء إصابات الحوادث أو الجلطات في الأوعية الدموية الدماغية، لا تتوافق نتائجها مع منْ يقولون بأن الإنسان لا يستخدم إلا 10% من طاقة دماغه، لأنها أثبتت أن تلك المناطق التالفة لا تزال لديها مستويات من النشاط.
ولعل أصل هذه الخرافة الطبية يعود إلى أكثر من 100 عام مضت حينما أطلقها بعض الباحثين لأسباب مجهولة ودون توفر تقنيات لتقييم عمل أجزاء الدماغ. وثمة من يدعي أن مصدر الخرافة هذه هو العالم ألبرت أنشتاين، إلا أنه لا يُوجد فيما تركه لنا أي دليل يدعم ذلك.
والملاحظ أن أكثر الناس استخداماً لهذه الخرافة هم أولئك الذين يعملون على تقديم مقترحات وبرامج لتحسين القدرات الذاتية في الذكاء والتفكير وتنظيم الحياة اليومية.
الشعر والأظافر
وهذه خرافة لعل أكثر مستخدميها هم المصدرون لأفلام الرعب والحياة في المقابر أو الكهوف أو غيرها.
وربما أصلها هو ذلك الخداع والوهم البصري الذي يُصور الأظافر والشعر بأنه زاد طولاً بعد الوفاة، نتيجة لانكماش الجلد وفقده للسوائل فيه. ولذا تبدو الأظافر أطول والشعر أطول على جثث المومياء.
والصحيح أن نمو الأظافر ونمو الشعر ينتج عن تفاعلات حيوية وهرمونية في الجسم الحي، وهي تزول بالوفاة، وبالتالي يتوقف نمو الشعر والأظافر آنذاك.
خشونة الشعر
الخرافة الاخرى هي خشونة الشعر بعد الحلاقة. وهنا أيضاً يقول الباحثان إن خداعاً بصرياً يحصل عند رؤية الشعر النامي بعد الحلاقة، لأن الشعر حينما يُترك لينمو ويطول، دون أن تتم حلاقته، فإن سُمكه يتناقص عند نهايات أطرافه، ولذا يبدو هذا الشعر رقيقاً بالمقارنة مع سُمك بدايات نمو الشعر من تحت الجلد. ومعلوم بداهة أنه كلما تمت حلاقة الشعر، كلما بقي ينمو بنفس السُمك دون أن يُترك لينمو طويلاً ويرق سُمكه.
وأضاف الباحثان أن الشعر الذي خرج من الجلد يكون ميتاً ذلك الحين، أي غير قابل للزيادة في سُمكه بخلاف الشعر الذي يمر بعملية التكون في منطقة ما تحت الجلد.
وكلما طال الشعر فإنه يتعرض بشكل أكبر لأشعة الشمس وللتفاعل مع المواد الكيميائية في الهواء، ما يُخفف من غمق لونه ويجعله باهتاً وأقل لمعاناً. في حين أن حلاقة الشعر تدفع إلى تكوين شعر جديد لم يتأثر بعد بأشعة الشمس أو الملوثات في الهواء، ما يجعله يبدو غامقاً.
القراءة والضوء الخافت
المخاوف من أن تتسبب القراءة تحت ضوء خفيف في ضرر على قدرات النظر ربما مبعثها الشعور بالإجهاد في العينين حال القراءة والتركيز البصري في وجود إضاءة ضعيفة.
والسبب هو أن الإضاءة الضعيفة تجعل من الصعب على العين التركيز في النظر كما أن العين تلجأ آنذاك إلى تقليل تكرار حركة إغلاق الجفن، أو رمش العين، ما يُؤدي إلى جفاف العين.
وما يُؤكده الاختصاصيون في طب العيون هو أن القراءة حال وجود ضوء ضعيف لا يتسبب في تلف أو ضعف في قدرات الإبصار، بل قد يتسبب في الإجهاد المؤقت الذي لا يؤدي إلى تغيرات دائمة في العين.
تناول الديك الرومي وقال الباحثان إن أصل فكرة تسبب تناول لحم الديك الرومي (الحبش) في حالة من النعاس، هو المعرفة بأن أحد الأحماض الأمينية المكونة للبروتينات في لحومه، هو تريبتوفان tryptophan. ومعلوم أن تريبتوفان له علاقة بالاستغراق في النوم وله دور في تقلبات المزاج نحو الخمول كما أنه يتسبب في النعاس.
إلى هنا لا توجد مشكلة، إلا أن المشكلة هي أن لحم الديك الحبش يحتوي على كمية من تريبتوفان مقاربة لتلك الموجودة في لحم الدجاج أو لحم العجل! بل الأشد هو أن مصادر أخرى للبروتينات مثل بعض أنواع الجبن، تحتوي على كميات عالية من تريبتوفان، تفوق تلك الموجودة في لحم الديك الرومي.
كما أن كثيراً من الخبراء يقولون إن تأثيرات مادة تريبتوفان البروتينية، الموجودة في لحم الديك الرومي، على الجسم تعتمد على مدى وجود كميات من أطعمة أخرى في موائد حفلات تناول الديك الحبش. ومعلوم أن تناول كميات كبيرة من الطعام يُؤدي إلى نقص توفير الأوكسجين للدماغ، ما يُشعر الإنسان بالنعاس.
تشويش الهاتف الجوال
وأكد الباحثان على وجود أدلة ضعيفة وقليلة لإثبات تلك الخرافة التي تقول بأن الهاتف الجوال يُشوش على أجهزة المستشفيات.
وتتبع الباحثان مصدر الأمر، ووجدا مقالة نُشرت في الصفحة الأولى من مجلة وول ستريت جورنال ضمت مائة تقرير حول احتمالات حصول تشويش فيما بين الهاتف الجوال قبل عام 1993.
وبعدها، على حد قول الباحثين، منعت المستشفيات استخدام الهاتف الجوال فيها. وأكد الباحثان على أن القليل من الأدلة علمية ما يدعم تلك النصيحة.
وكمثال قال الباحثان إن الدراسات القديمة في بريطانيا أوضحت أن استخدام الهاتف الجوال تسبب في تشويش عمل 4% من الأجهزة، حينما يكون الهاتف الجوال بقربها لمسافة أقل من متر. وأن 0,1 % منها كان تشويشا واضحاً.
وأشارت دراسة أحدث، أجريت في عام 2007، إلى أن الهاتف الجوال لن يتسبب في أي تشويش في 300 تجربة تمت في 75 غرفة معالجة طبية.
وأن الباحثين في هذه الدراسة قالوا إن احتفاظ العاملين في المستشفيات بهواتفهم الجوالة قلل من الأخطاء الطبية وسهّل التواصل معهم عند الحاجة إليهم.
دعونا نستعرض أسئلة من نوع، هل على الإنسان أن يتناول، على أقل تقدير، 8 كؤوس من الماء يومياً؟ هل صحيح أننا لا نستخدم إلا أقل من 10% من أدمغتنا؟ هل القراءة تحت ضوء خافت شيء يُسهم في إضعاف قوة الإبصار لدى المرء؟ هذه ثلاثة من سبعة أسئلة صحية مطروحة بشكل لافت، ويتداول الناس حولها إجابات يرونها لا تقبل التشكيك بالنسبة لهم.
لكن السؤال: هل هذه الإجابات صحيحة؟ وهل ثمة أدلة علمية تدعم صحة هذه المعتقدات الصحية؟
ما يُقال، كأمر مؤكد لا يقبل النقاش، أن على المرء أن يتناول 8 كؤوس من الماء يومياً على أقل تقدير، وأننا لا نستخدم سوى 10% من أدمغتنا، وأن الشعر والأظافر يستمران في النمو حتى بعد وفاة الإنسان، وأن حلاقة الشعر تُسهم في زيادة سرعة نموه وزيادة غمق لونه وزيادة خشونته وغلظته، وأن القراءة تحت ضوء ضعيف تقلل من قوة إبصار العينين، وأن تناول لحم الديك الحبش (الرومي) يُؤدي إلى النعاس، وأن الهاتف الجوال يتسبب في إيجاد حقل من الطاقة الكهرومغنطيسية القادرة على إحداث تشويش على الأجهزة في المستشفيات.
وحاولت الدكتورة فريمان والدكتور أرون كارول، من كلية الطب بجامعة أنديانا الأميركية، توضيح حقيقة صحة هذه الأمور الطبية السبعة، وتوصلوا إلى أنها كلها خرافات لا تستند إلى أدلة علمية قوية.
التناول اليومي للسوائل
لا يوجد أي دليل علمي على أن الحاجة اليومية للجسم من السوائل يجب تأمينها من الماء بكمية لا تقل عن 8 كؤوس منه، بل على العكس، تقول الدراسات أن غالبية الناس يحصلون على كفاية حاجتهم اليومية من السوائل عبر تناول العصير والحليب والمشروبات المحتوية على الكافيين، كالشاي والقهوة.
وعلى حد قول الباحثين فإن ثمة أدلة علمية على أن الإكثار إلى حد كبير من شرب الماء له آثار صحية خطيرة.
واضافا إن أصل هذه الخرافة الطبية هو تلك النصائح الصادرة عام 1945 والقائلة إن المناسب للبالغين هو تناول لترين ونصف لتر يومياً من السوائل وأن معظم هذه السوائل يأتي ضمن الأطعمة.
وحينما يتم حذف الجزء الثاني من الجملة، فإن المرء يتصور أن عليه تناول كمية لترين ونصف لتر من السوائل، ككمية منفصلة عن تلك التي تشتمل عليها الأطعمة من سوائل.
استخدام الدماغ
وهذه إحدى أكبر الخرافات المتداولة بين الناس وبين البعض في الوسط الطبي. ولو كان صحيحاً أن المرء على أفضل تقدير يستخدم فقط 10% من دماغه لما كان هناك من معنى للطرفة التي تقول أن أحدهم حينما أرادوا بيع دماغ فلان من الناس، وجد أن ثمنه عالياً، بسبب أنه لم يستخدمه بعد، إذْ لا فرق بين من لم يستخدمه مطلقاً وبين من أقصى ما يستخدمه منه هو 10% فقط! والدراسات الإكلينيكية التطبيقية التي استخدمت وسائل متقدمة جداً للتصوير الوظيفي لعمل أجزاء الدماغ لم تُظهر أن ثمة مناطق خاملة لا تتفاعل أو لا تعمل على الإطلاق.
بل حتى تلك التقنيات الدقيقة التي فحصت مدى النشاط على مستوى الخلايا الدماغية، لم تجد أن ثمة فراغات أو أجزاء غير نشطة.
وحتى الفحوصات التي يتم إجراؤها على منْ أُصيبوا بتلف في أجزاء من الدماغ، جراء إصابات الحوادث أو الجلطات في الأوعية الدموية الدماغية، لا تتوافق نتائجها مع منْ يقولون بأن الإنسان لا يستخدم إلا 10% من طاقة دماغه، لأنها أثبتت أن تلك المناطق التالفة لا تزال لديها مستويات من النشاط.
ولعل أصل هذه الخرافة الطبية يعود إلى أكثر من 100 عام مضت حينما أطلقها بعض الباحثين لأسباب مجهولة ودون توفر تقنيات لتقييم عمل أجزاء الدماغ. وثمة من يدعي أن مصدر الخرافة هذه هو العالم ألبرت أنشتاين، إلا أنه لا يُوجد فيما تركه لنا أي دليل يدعم ذلك.
والملاحظ أن أكثر الناس استخداماً لهذه الخرافة هم أولئك الذين يعملون على تقديم مقترحات وبرامج لتحسين القدرات الذاتية في الذكاء والتفكير وتنظيم الحياة اليومية.
الشعر والأظافر
وهذه خرافة لعل أكثر مستخدميها هم المصدرون لأفلام الرعب والحياة في المقابر أو الكهوف أو غيرها.
وربما أصلها هو ذلك الخداع والوهم البصري الذي يُصور الأظافر والشعر بأنه زاد طولاً بعد الوفاة، نتيجة لانكماش الجلد وفقده للسوائل فيه. ولذا تبدو الأظافر أطول والشعر أطول على جثث المومياء.
والصحيح أن نمو الأظافر ونمو الشعر ينتج عن تفاعلات حيوية وهرمونية في الجسم الحي، وهي تزول بالوفاة، وبالتالي يتوقف نمو الشعر والأظافر آنذاك.
خشونة الشعر
الخرافة الاخرى هي خشونة الشعر بعد الحلاقة. وهنا أيضاً يقول الباحثان إن خداعاً بصرياً يحصل عند رؤية الشعر النامي بعد الحلاقة، لأن الشعر حينما يُترك لينمو ويطول، دون أن تتم حلاقته، فإن سُمكه يتناقص عند نهايات أطرافه، ولذا يبدو هذا الشعر رقيقاً بالمقارنة مع سُمك بدايات نمو الشعر من تحت الجلد. ومعلوم بداهة أنه كلما تمت حلاقة الشعر، كلما بقي ينمو بنفس السُمك دون أن يُترك لينمو طويلاً ويرق سُمكه.
وأضاف الباحثان أن الشعر الذي خرج من الجلد يكون ميتاً ذلك الحين، أي غير قابل للزيادة في سُمكه بخلاف الشعر الذي يمر بعملية التكون في منطقة ما تحت الجلد.
وكلما طال الشعر فإنه يتعرض بشكل أكبر لأشعة الشمس وللتفاعل مع المواد الكيميائية في الهواء، ما يُخفف من غمق لونه ويجعله باهتاً وأقل لمعاناً. في حين أن حلاقة الشعر تدفع إلى تكوين شعر جديد لم يتأثر بعد بأشعة الشمس أو الملوثات في الهواء، ما يجعله يبدو غامقاً.
القراءة والضوء الخافت
المخاوف من أن تتسبب القراءة تحت ضوء خفيف في ضرر على قدرات النظر ربما مبعثها الشعور بالإجهاد في العينين حال القراءة والتركيز البصري في وجود إضاءة ضعيفة.
والسبب هو أن الإضاءة الضعيفة تجعل من الصعب على العين التركيز في النظر كما أن العين تلجأ آنذاك إلى تقليل تكرار حركة إغلاق الجفن، أو رمش العين، ما يُؤدي إلى جفاف العين.
وما يُؤكده الاختصاصيون في طب العيون هو أن القراءة حال وجود ضوء ضعيف لا يتسبب في تلف أو ضعف في قدرات الإبصار، بل قد يتسبب في الإجهاد المؤقت الذي لا يؤدي إلى تغيرات دائمة في العين.
تناول الديك الرومي وقال الباحثان إن أصل فكرة تسبب تناول لحم الديك الرومي (الحبش) في حالة من النعاس، هو المعرفة بأن أحد الأحماض الأمينية المكونة للبروتينات في لحومه، هو تريبتوفان tryptophan. ومعلوم أن تريبتوفان له علاقة بالاستغراق في النوم وله دور في تقلبات المزاج نحو الخمول كما أنه يتسبب في النعاس.
إلى هنا لا توجد مشكلة، إلا أن المشكلة هي أن لحم الديك الحبش يحتوي على كمية من تريبتوفان مقاربة لتلك الموجودة في لحم الدجاج أو لحم العجل! بل الأشد هو أن مصادر أخرى للبروتينات مثل بعض أنواع الجبن، تحتوي على كميات عالية من تريبتوفان، تفوق تلك الموجودة في لحم الديك الرومي.
كما أن كثيراً من الخبراء يقولون إن تأثيرات مادة تريبتوفان البروتينية، الموجودة في لحم الديك الرومي، على الجسم تعتمد على مدى وجود كميات من أطعمة أخرى في موائد حفلات تناول الديك الحبش. ومعلوم أن تناول كميات كبيرة من الطعام يُؤدي إلى نقص توفير الأوكسجين للدماغ، ما يُشعر الإنسان بالنعاس.
تشويش الهاتف الجوال
وأكد الباحثان على وجود أدلة ضعيفة وقليلة لإثبات تلك الخرافة التي تقول بأن الهاتف الجوال يُشوش على أجهزة المستشفيات.
وتتبع الباحثان مصدر الأمر، ووجدا مقالة نُشرت في الصفحة الأولى من مجلة وول ستريت جورنال ضمت مائة تقرير حول احتمالات حصول تشويش فيما بين الهاتف الجوال قبل عام 1993.
وبعدها، على حد قول الباحثين، منعت المستشفيات استخدام الهاتف الجوال فيها. وأكد الباحثان على أن القليل من الأدلة علمية ما يدعم تلك النصيحة.
وكمثال قال الباحثان إن الدراسات القديمة في بريطانيا أوضحت أن استخدام الهاتف الجوال تسبب في تشويش عمل 4% من الأجهزة، حينما يكون الهاتف الجوال بقربها لمسافة أقل من متر. وأن 0,1 % منها كان تشويشا واضحاً.
وأشارت دراسة أحدث، أجريت في عام 2007، إلى أن الهاتف الجوال لن يتسبب في أي تشويش في 300 تجربة تمت في 75 غرفة معالجة طبية.
وأن الباحثين في هذه الدراسة قالوا إن احتفاظ العاملين في المستشفيات بهواتفهم الجوالة قلل من الأخطاء الطبية وسهّل التواصل معهم عند الحاجة إليهم.